#شعر | صفاء حجازي: من قبل ميلادي

فن وثقافة

الآن 2291 مشاهدات 0


"  من عسقلان أنا التي قد هُجّرَت
من قبل ميلادي ودونَ ذنوبِ! "

كان طبيعيًّا أن تولد في عسقلان أرضها وأرض أهلها لكن الشاعرة الإنسانة حين هجّر الصهاينة الغاصبون أهلَها من الأرض فقد هجّروها أيضاً وإن لم تحن لحظة ميلادها إلا بعد زمن طويل.. وقولها "من قبل ميلادي" معنى بليغ.

هنا قصيدة مؤثرة ، معبرة لشاعرة مبدعة فلسطينية الموطن كويتية المولد هي صفاء حجازي حيث تمازج بين معاناة الذات ومأساة وطن ملتهب الجرح في قلب كل عربي وكل مسلم وكل إنسان حيّ الضمير:

حَاشا غُصوني أَنْ تَخُونَ جُذُورَهَا
تلكَ الجذورُ أصولُها من طيبِ

مازلتُ أكتُبُ يا بلادي من دمي
قِصصَ الثباتِ بلحظةِ التعذيبِ

من عسقلان أنا التي قد هُجّرَت
من قبل ميلادي ودونَ ذنوبِ!

سرقوا الديار فعادَها ليُعيدها
بطلٌ أتى عن شعبهِ المنكوبِ

سُجِنَ القطاعُ على مدى عمرٍ مضى
وبتهمةِ الإرهاب و التخريبِ!!

واليوم نُذبَح فوقَ أرضِ صمودِنا
من طفلِنا... لنسائنا.... لطبيبِ

تلك الصغيرة بين أنقاضٍ قضَت
غرِقَ الرضيعُ بدمّهِ المسكوبِ

قصفوا المساجد و المشافي والديا
ر... وغرروا بقوافلِ  التغريبِ

نسفوا قوانين الحياةِ.. توغلوا
في الجُرمِ والتدليس والتكذيبِ

سلبوا الملامح من وجوهِ صغارنا
ِظنوهُ نصرًا ... ذَبحهم للشيب

ذنبُ الصغار وطهرهُم برقابِ مَن؟
ياويلنا....من  ذَبحةِ  التأنيبِ

تعليقات

اكتب تعليقك